تاريخ الإضافة : Tue, 26 May 2009 عدد الملفات : 9 عدد المشاهدات : 890
حسام الجوهري (إخراج)
التأليف:
عمر شامه (تأليف)
من انتاج عام 2007
على طريقة هيا بنا نعمل فيلم رعب يضعنا كاتب فيلم "شارع 18" "عمر شامة"، والمخرج "حسام الجوهرى"، ومنذ المشهد الأول للفيلم فى حالة غموض مفتعل يغلب عليه الملامح الهوليوودية الواضحة خاصة فى الحبكة الغريبة التى تحتوى على مفاجأة لايتم الكشف عنها سوى قبل نهاية الفيلم، و مشهد البداية يصور كابوس تحلم فيه البطلة "آية" (دنيا سمير غانم) بثعبان يهاجمها فى مكان مهجور مظلم، وتستيقظ الفتاة والدم يسيل من أنفها، ولايفسر الفيلم سر كوابيس "آية" ولاتحاول هى علاج النزيف الذى يصيبها كلما أحست بالخوف، وهى بالاضافة لذلك تحب قصص "أجاثا كريستى" كاتبة قصص الجريمة الشهيرة، ولكن كل هذه الاشارات موضوعة "كده" فى الفيلم دون دلالات خاصة لكل منها، أو تأثيرات خاصة فى شخصية "آية" أو فى تفاصيل أحداث الفيلم، واذا تناسينا هذا المشهد المفصول نأتى لذروة أحداث الفيلم حينما تشاهد "آية" من نافذة غرفتها شخص يرتدى زى أسود يخفى تفاصيل وجهه وجسده يهجم على جارتها وصديقتها "راوية" (ميس حمدان) ويطعنها بسكين، وقبل أن يهرب ومعه الجثة يرى "آية" التى تراقبه من نافذة غرفتها المجاورة، وتصبح حياة "آية" مهددة خاصة حينما يتم أيضاً قتل خطيب "راوية" السابق "صلاح" (عمر حسن يوسف) بنفس الطريقة وتختفى جثته أيضاً، وتصلها رسالة تهديد على الموبايل، وواضح أن حبكة هذه المشاهد واسلوب تنفيذها اخراجياً يشبه الى حد كبير حبكة مشهد مراقبة البطل للقاتل وهو ينفذ جريمته من النافذة كما فى فيلم "اضطراب Disturbia" كما أن أسلوب القتل وشكل ملابس القاتل وطريقة مطاردته للبطلة تقترب كثيراً من حبكة فيلم "الصرخة Scream"، وباقى حبكة الفيلم تدور حول العم (سامح السريطى) وهو الوصى على أموال ابنة أخيه، والذى يحاول بكل الطرق اقناعها بالزواج من ابنه، وترك خطيبها الفقير "صلاح"، ولايدعم أحد "راوية" فى قصة حبها لصلاح سوى "أيمن" (أحمد فلوكس) وهو شقيق "راوية" من ناحية الأب، وتعانى شخصيات الفيلم من حالة تسطيح شديدة، فهى بلا عمق أو حياة، كما أن الحوار به كثير من الركاكة والضعف زادها أداء الممثلين الذى يخلو من الحماس، وربما يكون الفيلم كتجربة أولى للمخرج والمؤلف وكثير من الممثلين مبرراً للتغاضى عن كثير من السلبيات الواضحة بالعمل، ولكن طغى على سلبيات الاحتراف حالة تردد جعلت بعض مشاهد الفيلم تنقصها حيوية الكاميرا والمونتاج، وبالاضافة الى ذلك غاب توجيه الممثل فى بعض الأحيان فطاش الأداء، وأصبح مجرد ترديد للحوار، أو حكى شفوى للقصة. يبدو (أحمد فلوكس) فى الفيلم كما لو كان بطل مساعد لبطل غير موجود، ونفس الشىء ينطبق على (دنيا سمير غانم)، ولكن أدائهما على أية حال هو الأفضل نسبياً وسط مجموعة الممثلين، فلم تتقدم (ميس حمدان) كثيراً عن أدوارها السابقة، فهى لاتزال طاقة من الحيوية لاتجد من يوجهها، ويقدم (أشرف مصيلحى) دور الضابط بأداء فاتر للغاية، بالاضافة الى ان دوره مكتوب بدون عناية، واغفل السيناريو كثير من تفاصيل اجراءات البحث الجنائى، ويكرر (سامح السريطى) أداءه التقليدى فى أفلامه ومسلسلاته التى عرضت خلال العامين الأخيرين، وينقص (عمر حسن يوسف) كثير من التدريب ليقف أمام الكاميرا، وأعاد الممثل "سامى العدل" للسينما المصرية المشهد الشهير الكلاسيكى المنقرض حيث يواجه الأب ابنته التى علم انها على علاقة مع ابن الجيران، وفى ذروة الحوار الغاضب المتبادل بينهما يضع الأب فجأة يده على صدره، ويصرخ قائلاً" "قلبى !!" ثم يسقط على الأرض مغشياً عليه، وماحدث فى صالة السينما هو أن الجمهور ضحك على المشهد بدلاً من التأثر لحال الأب الذى يصاب بأزمة قلبية مميتة، والحقيقة ان الفيلم عند هذا المشهد بالتحديد، وماسبقه من حوار طويل وممل بين "سامى العدل" وابنته "آية" (دنيا سمير غانم) يظهر كم الافلاس فى نسج التفاصيل الصغيرة للشخصيات التى تقوم بتنفيذ حبكة الفيلم، فالأب فى الفيلم لانعلم الكثير عن تفاصيل شخصيته سوى انه أب محافظ للغاية لايسمح لابنته بالتأخير فى الخارج، أو الذهاب مع صديقاتها هنا أو هناك، ووجوده فى الفيلم منذ البداية وحتى مشهد الأزمة القلبية اياه غير مؤثر كثيراً، وهو مجرد أب يعيش مع ابنته فى المنزل حتى لاتكون وحيدة، وعموماً بعد الأزمة القلبية ونقله الى المستشفى يستمر الفيلم فى أحداثه دون أن نعلم عنه شيئاً. كُتب عن الفيلم قبل عرضه انه محاولة للدفع بمجموعة جديدة من الشباب كمحاولة لتقليد ظاهرة فيلم "أوقات فراغ"، ولكن الواقع يؤكد افتقاد كثير من هؤلاء الشباب للموهبة الابداعية مما جعل الفيلم فقط فى حالة .. فراغ!
 "فيلم شارع 18
اضغط لتكبير الصورة")
تاريخ الإضافة : Tue, 26 May 2009
عدد الملفات : 9
عدد المشاهدات : 890
أفلام عربية
